كم يعاني العاشق في لقاءاته
إنني تستهويني الأخلاق الرفيعة
طرب الغريب بعودة وتلاقي
وتؤثر فيني ذكريات النبل والكرم
بين الصفات هزة العاشقين
فإذا منَّ عليك بخلقٍ محمود
فقد اصطفاك مقسم الأرزاق
فالناس حظوظهم مختلفة، فهناك من لديه المال، وآخر ينعم بالعلم، وثالث يتمتع بمكارم الأخلاق.
إنما النفس تتحمل ما تحمله
هي النفس ما حملتها تتحمل
والدهر يمر بأيام تجور وتعدل
وعاقبة الصبر الجميل دائماً جميلة
وأفضل أخلاق الرجال هو التفضل.
سهولة الأمر عند الفعل والقول
لم أجد الأخلاق إلا تخلقا
ولم أجد الأفضال إلا تفضلاً.
مظاهر الأخلاق تنمو كالنباتات
مظاهر الأخلاق تنمو كالنبات
إذا سقيت بماء المكرمات
تنمو إذا أعطاها المربي عناية
على ساق الفضيلة تحمل الثمار
وترتقي للمكارم بتناغم
كما تتناغم أنابيب القناة
وتغذي من عمق المجد روحاً
بأزهار تفوح منها العبير
ولم أجد لتهذيب الأخلاق موطناً
أفضل من حضن الأمهات
فحضن الأم هو مدرسة تشيدت
بتربية الأبناء أو البنات
وأخلاق الوليد تقاس بجمال
أخلاق النساء الوالدات
وليس ربيب العالية المزايا
كمثل من يربى في السفلة
وليس النبت ينبت في الجنان
كمثل النبت ينمو في الفلاة.
إنما تميز الناس بأخلاقهم
إنما تميز الناس بأخلاق تعاش بها
فإنهم عند سوءِ الطبع أشرار
أو كان كل بني حواء يشبهني
فبئس ما ولدت في الخلق حواء
بُعدي عن الناس شفاء من دائهم
وقربهم هفوات في العقل والدين
كبيت منفرد لا يعززه
ولا سند ولا في اللفظ إقواء
نوديت فاجب، فلا ترغم على قرار
قد تخلق الرماد ولكن للنبت إلواء
وهذا أن السواد في الحواجب
يغيره في فتوة الشيب إلى أنوار
إذا طلعت نجوم قتر في الظلام
فإن للجفون من الإشفاق أوهام.
أخ طاهر الأخلاق كسلاسل النحل
أخٌ طاهِرُ الأخلاق عذبٌ كأنه
عسل النحل ممزوج بنقاء السحاب
يزيد على الأيام فضل موده
وحرص شديد لرعاية الرابطة.
إذا حاز الشاب شعوراً جريئاً
إذا حاز الشاب شعوراً جريئاً
تأرجح في الأمور كما يشاء
ولم يكن للدواء أو لشيءٍ
تنقذه منه غنى
وربما كانت قبيحة ما أحالتني
وبين ركوبها إلا الحياء
وكان هو المؤذي ولکن
إذا ذهب الحياء فلا دواء.
ولرب نازلة تضيق بها الأمور
ولربما نازلة تضيق بها الأمور
ذراعاً وعند الله تكون المخرجة
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها
فرجت وكنت أظن أنها لا تفرج.
لكل إنسان ما يجلبه الزمن
وما قتل الأحرار كالعفو عنهم
ومن لك بالحر الذي يحفظ اليد
إذا أنت أكْرَمتَ الكريم ملكته
وإن أنت أكْرَمتَ اللئيم تمرد
ووضع الندى في موضع السيف بالعلا
مضر كمن يضع السيف في موضع الندى.
يجلب رداء الصبر في الفترات الصعبة
يرتدي رداء الصبر في النوائب
ينتج عن جميل الصبر حسن العواقب
وكن رفيق الحلم في كل مشهد
فما الحلم إلا خيرا وثقافة
وكن حافظاً لعهود الأصدقاء وراعياً
تستطيع أن تتذوق من كمال الحفظ علو المشارب
وكن شاكرا لله في كل نعمة
يثيبك على النعم جزيل العطايا
وما المرء إلا حيث يجعل نفسه
فكن طموحاً في طلب المراتب العليا
وكن طالباً للرزق من أبواب الحلال
يضاعف عليك الرزق من كل جهة
واحفظ ماء وجهك ولا تبذله
ولا تسأل الأرذال عن فضل الرغائب
وكن موجباً بحق الصديق إذا أتى
إليك ببرٍ صادق واجب
وكن حافظاً للوالدين وللجار
أهل التقوى والتقارب.
وأنتِ تعاتبيني بليل
وأنتِ تعاتبينني ليلاً في tempتلم الخفايا
وقد غاب عيوق الثريا، فعردا
تلومين على إعطائي المال، ضيقه
إذا ضنّ به المال البخيل وصَدّا
تقولين: ألا أمسك عليك؟، فإنني
أرى المال عند الممسكين مقدساً
ذَريني وحالي، إن مالك وافِرٌ
وكل إنسانٍ يتبع ما اعتاد
أعذل! لا آلوك إلا خليقتي،
فلا تجعلي علىّ وسيلة للإساءة
ذَرِيني يكُن مالي لعرضي دُعماً
يقي المال عِرْضي قبل أن يتبَدّد
أريني جَواداً ماتَ هَزلاً، لعلي
أرى ما ترين أو بخيلاً مستداماً
وإلا فكُفّي بعض لومكِ، واجعلي
إلى رأي من تلحين، رأيك مسنَداً
ألم تعلمي، أني، إذا استدعى الضيفني،
وعز الكرم، أقدم الضيف المُسرَهداً
أسود سادات العشيرة عارف
ومن دون قومي في الشدائد مذيذًا
وألفى لأعراض العشيرة حافظاً
وحقهم، حتى أكون المسَوَّداً.
لا افتخار إلا لمن لا يفضح
لا افتخارٌ إلا لمن لا يُضام
مدرك أو محارب لا ينوم
ليس عزم ما مرض فيه الإنسان
ليس همًا ما أعاق عنه الظلام
واحتمال الأذى والرؤية الجانية
غذاء تضوى به الأجساد
ذل من يغبط الذليل بعشٍ
رب عيشٍ أخف منه الحِمام
كل حلم أتى بغزوٍ غير مقيدٍ
حجة مضطر لجأ إليها اللئام
من يهن يسهل الهوان عليه
ما لجُرحٍ بميتٍ إيلام
ضاق ذرعاً بأن أضيق به ذرعاً
واستكرمتني الكرام
واقفاً تحت أخمَصَيْ قَدْرِي
واقفاً تحت أخمَصَيْ الأنَام
أقراري ألذ غالٍ فوق شرارٍ
ومراماً أبتغي وظلمي يُلام
دون أن تشرق الحجاز ونجدٌ
والعراق بالقناة والشام
شَرَقَ الجو بالغبار، إذا سار
علي بن أحمد القمقام
الأديب المهذب الأصيل الذكيُّ الهُمام
والذي ربيع دهره من أسراره
ومن حاسديه يديهِ الغمام
يتداوى من كثرة المال بالإقناع
كتهيؤ أن مالاً سقام
حسنٌ في عيون أعدائه أعظم
من ضيفه رأته السوام
لو حمى سيداً من الموت حامٍ
لأحماه الإجلال والإعظام
وعوارٍ لامعة دينها الحذر،
ولكن زىّها الإحرام
كُتبت في صحائف المجد: بسمٌ
ثم قيسٌ وبعد قيس السلام
إنما مُرَةُ بن عوف بن سعدٍ
جمراتٌ لا تشتهيها النعام
ليلها صبحها من النار والإصباح
ليلٌ من الدخان تمام
همم بلغتكم رُتَبَاتٍ
قصرت عن بلوغها الأوهام
ونفوس إذا انبرت لقتالٍ
نفدت قبل ينفد الإقدام
وقلوب موطنة على الروّ
كأن اقتحامها استسلام
قائد كل شطبة وحصانٍ
قد برأها الإسراج والإلجام
يتعثرن بالرؤوس كما مرّ
بتاءات نطقهم التمة.