آداب المجالس في الإسلام
يضع الإسلام مجموعة من الآداب التي يجب على كل مسلم التعرف عليها والالتزام بها في مجالسه. فيما يلي ملخص لبعض هذه الآداب:
السلام عند دخول المجلس والخروج منه
جاء في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا انتهى أحدكم إلى مجلس فليُسَلِّم، فإذا أراد أن يقوم فليُسَلِّم، فليس الأولى بأحق من الآخرة). لذا، يجب على المسلم أن يستأذن عند دخوله المجلس وأن يُلقي السلام على الحاضرين، وكذلك يفعل عند مغادرته.
الجلوس حيث ينتهي المجلس
يُعتبر من الآداب ألا يطلب المسلم من الآخرين القيام لكي يجلس في مكانهم. فقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك بقوله: (لا يُقِيمَنَّ أحدكم الرجلَ من مجلسه ثم يجلس فيه). وروي عن ابن عمر أنه لم يكن يجلس في مجلس يقوم له أحد، وللجلوس الحق فيه ما لم يقم من المجلس.
حفظ أسرار المجلس
ينبغي على كل من يحضر مجلسًا ألا يُفشي الأسرار التي تدور فيه إلا لما هو خير. وعليه أيضًا حماية عورات الآخرين من الأقوال والأفعال، إذ يُعتبر مؤتمنًا على ذلك. فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا حدَّث الرجل بالحديث ثم التفت، فهي أمانة). كما يجب أن يحرص الحضور على عدم قول إلا ما هو صالح وتجنب الكلام القبيح، مع ضرورة إنكار المنكر على مرتكبه.
التوسيع في المجلس
ينبغي التوسيع في المجلس بقدر الإمكان، فقد جاء في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}، فهذا أفضل من المشي بين الحضور أو تضييق المساحة عليهم.
دعاء كفارة المجلس في نهايته
روى أبو برزة الأسلمي نضلة بن عبيد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول عند انتهاءه من المجلس: (سبحانكَ اللهمَّ وبحمدكَ، أشهدُ أن لا إله إلا أنتَ، أستغفرُكَ وأتوبُ إليكَ). فأجاب أحد الحضور: “يا رسولَ اللهِ، إنكَ لتقولُ قولًا لم تقله في السابق”، فقال النبي: “كفارةٌ لما يكون في المجلس”. وذلك لأن المجالس غالبًا ما تشهد بعض الألفاظ غير اللائقة، فينبغي قول دعاء كفارة المجلس.
النهي عن التنصت على الآخرين
يعد التنصت على الآخرين فعلاً محرمًا شرعًا، ويترتب عليه العقاب في الآخرة. فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ابن عباس -رضي الله عنه-: (مَن تَحَلَّمَ بحُلمٍ لم يَرَه، كُلِّفَ أن يعقد بين شعيرتين، ولن يفعل. ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون أو يفرون منه، صُبَّ في أذنه الآنُكُ يَوْمَ القِيَامَةِ).