أدوات المنهج المسحي
تتأثر خيارات الأداة المناسبة في عملية المسح بعدة عوامل، مثل موضوع الدراسة (مشكلة البحث)، وعينة الدراسة من حيث الحجم وطرق الاختيار، بالإضافة إلى أهداف الدراسة المحددة.
استنادًا إلى العوامل المذكورة أعلاه، يمكننا الإشارة إلى مجموعة من الأدوات التي يمكن استخدامها في المنهج المسحي:
الاستبيانات
يتضمن الاستبيان مجموعة من الفقرات التي تتطلب إجابات دقيقة من المستهدفين. يمكن أن تتخذ هذه الفقرات شكل أسئلة أو عبارات إخبارية واضحة وموثوقة تعكس بدقة أهداف البحث. وعادةً ما يتم التحقق من مصداقية هذه الفقرات وثباتها بطريقة علمية.
يمكن توزيع الاستبيانات سواء بشكل فردي أو جماعي، مع ضرورة شرح محتوى الاستبيان وبيان أهدافه للمشاركين، وتطبيقه بطريقة تضمن الحصول على إجابات حقيقية وصادقة.
المقابلات
يمكن أن تكون المقابلات فردية أو جماعية، حيث يجريها الباحث بهدف الحصول على معلومات حول موضوع معين. وغالبًا ما يتم طرح الأسئلة بشكل مفتوح للمستجيب، وقد تُطرح أسئلة مغلقة تتطلب إجابات محددة في بعض الحالات.
يتم طرح هذه الأسئلة بطرق مختلفة وترتيب متنوع لكل مستجيب. وتهدف المقابلات بشكل أساسي إلى فهم وجهات نظر المستجيبين حول الموضوع المطروح والاستماع إلى ما يعتبرونه مهمًا بكلماتهم الخاصة.
الملاحظة
تعتبر الملاحظة من أوائل الوسائل التي اعتمدها الإنسان لتجميع المعلومات، حيث تعتمد على حواس الباحث وقدرته على التحليل والتركيز والاستنتاج. يقوم الباحث بمراقبة الظواهر أو الأحداث المتعلقة بموضوع محدد.
يتطلب هذا النوع من الأدوات باحثًا يمتلك القدرة على التركيز على التفاصيل وتحليل الأحداث وفهم الصورة الكاملة مع التركيز على التفاصيل الدقيقة.
الاختبارات الموضوعية
تتكون هذه الاختبارات من أسئلة تتطلب إجابة دقيقة، وتختلف عن الاختبارات الذاتية أو المقالية التي تتضمن العديد من الإجابات المحتملة. تعتبر الاختبارات الموضوعية الخيار الأمثل لقياس مهارات التفكير البسيطة، مثل اختبارات الذاكرة والفهم الأساسي.
دراسة الحالة
تعد دراسة الحالة منهجًا بحثيًا شاملًا يتم فيه دراسة حالات فردية (شخص واحد أو مجموعة أشخاص) بتفاصيلها الكاملة. تعتبر هذه الأداة من الأكثر استخدامًا لدراسة حالات بشرية أو حتى حالات تتعلق بالحيوانات أو النباتات، مثل دراسة العنف الأسري أو حالة الخجل لدى المراهقين، أو دراسة أداء العاملين في بيئة معينة.
تحليل المحتوى
يعتبر تحليل المحتوى من الأساليب البحثية التي يعتمدها الباحث لوصف محتوى البحث بشكل دقيق ومنظم من الناحيتين الكمية والنوعية. تتضمن الخطوة الأساسية جمع المعلومات والبيانات من مصادر بحثية متعددة.
يتم تنفيذ تحليل المحتوى وفقًا لمعايير موضوعية وأساليب منهجية لجمع البيانات وتصنيفها، ثم تحليلها باستخدام بطاقات تحليل المحتوى المعدة بصورة علمية.
مفهوم المنهج المسحي
يُعد المسح واحدة من طرق جمع المعلومات حول موضوع معين أو مشكلة بحثية، بهدف تحديد طبيعتها وفهم خصائصها المتعلقة بتكوينها ووظائفها. إنه أسلوب منظم لجمع هذه المعلومات من الجمهور المستهدف أو العينة المشاركة في الدراسة.
يندرج المنهج المسحي ضمن أساليب المنهج الوصفي للدراسات، ويعتبر أحد أهم مناهج البحث العلمي وأكثرها شيوعًا في مجالات العلوم الإنسانية والدراسات الأدبية والتربوية والاجتماعية. يتضمن هذا المنهج ضرورة وجود مشكلة محددة وأهداف واضحة يسعى الباحث لتحقيقها للإجابة عن أسئلة البحث.
تتمثل وظيفة المنهج المسحي في جمع البيانات القابلة للتحليل لاكتشاف العلاقات بين الظواهر المختلفة، وبالتالي استخراج النتائج وتفسيرها بطريقة منظمة وواضحة باستخدام أدوات المسح المعتمدة.
أهداف الدراسات المسحية
يتم استخدام المنهج المسحي في الدراسات لتحقيق مجموعة متنوعة من الأهداف، منها:
- جمع بيانات دقيقة وملاحظات وصفية حول الظاهرة المستهدفة.
- تحليل المشكلات البحثية للوصول إلى نتائج منطقية واقتراح حلول مناسبة.
- قياس اتجاهات الرأي العام أو جمهور معين تجاه قضية معينة.
- تطوير العمل وبناء استراتيجيات أكثر فعالية لتحسين الظروف الحالية.
- تحديد كفاءة الوضع الحالي مقارنةً بمعايير محددة.
- الوصول إلى معلومات تدعم التقدم في البحث العلمي.
خطوات الدراسة المسحية باستخدام الأدوات
تتم الدراسات المسحية بصورة منهجية وفقًا لخطوات علمية يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
- تحديد مشكلة الدراسة وأسئلتها.
- تحديد أهداف الدراسة وفرضياتها.
- وضع خطة الدراسة وتحديد أدواتها.
- جمع المعلومات والبيانات.
- تحليل المعلومات واكتشاف العلاقات.
- استنتاج النتائج وتفسيرها.