النبي محمد مثالٌ يحتذى في الأخلاق
قد أشار النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى أهمية التحلي بالأخلاق النبيلة، إذ كان هو أروع من تمثل بصفات الأخلاق الحميدة. قال الله تعالى مبرزاً مكانة النبي: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ). وقد كان -صلى الله عليه وسلم- يدعو الله قائلاً: (اللَّهُمَّ اهْدِني لأَحسَنِ الأخلاقِ، لا يَهْدي لانِ أَحسَنِها إلَّا أنتَ، واصْرفْ عنِّي سيِّئَها، لا يَصرِفُ عنِّي سيِّئَها إلَّا أنتَ).
أحاديث في الأخلاق الحسنة
أحاديث تحث على الصدق
توجد العديد من الأحاديث التي تتحدث عن قيمة الصدق وأثره، فضلًا عن التحذير من الكذب. من بينها:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (علَيْكُم بالصِّدْقِ، فإنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وما يَزالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِّدْقَ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وإيَّاكُمْ والْكَذِبَ، فإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وما يَزالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الكَذِبَ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذّابًا).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما كان خُلُقٌ أبغَضَ إلى أصحابِ رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنَ الكَذِبِ، ولقدْ كان الرجلُ يَكذِبُ عندَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الكِذبةَ، فما يَزالُ في نَفْسِه عليها حتى يَعلَمَ أنه قد أحدَثَ توبةً).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الصِّدْقَ برٌّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ، حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا).
أحاديث تبرز قيمة الأمانة
تناولت السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تؤكد على عظمة الأمانة، ومنها:
- ورد عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: (القتلُ في سبيلِ اللَّهِ يُكفِّرُ الذُّنوبَ كلَّها إلَّا الأمانةَ، قالَ: يؤتَى بالعبدِ يومَ القيامةِ، وإن قُتلَ في سبيلِ اللَّهِ، فيقالُ لَهُ: أدِّ أمانتَك، فيقولُ: أي ربِّ، كيفَ وقد ذَهبتِ الدُّنيا؟ فيقالُ: اذهبوا بِهِ إلى الْهاويةِ، وتمثَلُ لَهُ الأمانةُ كَهيئتِها يومَ دُفِعت إليْهِ، فيراها فيعرفُها، فيحمِلُها على منْكبِهِ حتى إذا ظنَّ أنهُ خارجٌ زلَّت عن منْكبِهِ، فَهوَ يَهوي في أثرِها أبدَ الآبدينَ، ثمَّ قالَ: الصَّلاةُ أمانةٌ، والوضوءُ أمانةٌ، والوزنُ أمانةٌ، والكيلُ أمانةٌ، وأشياءُ عدَّدَها، وأشدُّ ذلِكَ الودائعُ).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا ضُيِّعَتِ الأمانَةُ فانتظِرِ السَّاعَةَ. قالَ: كيفَ إضاعَتُها يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: إذا أُسْنِدَ الأمْرُ إلى غيرِ أهْلِهِ فانتظِرِ السَّاعَةَ).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أربعٌ إذا كنَّ فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: صدْقُ الحديثِ، وحفْظُ الأمانةِ، وحُسنُ الخُلقِ، وعفَّةُ مَطْعَمٍ).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اضْمَنُوا لي سِتًّا من أنفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمْ الجنةَ: اصْدُقُوا إذا حَدَّثْتُمْ، وأوْفُوا إذا وعَدْتُمْ، وأَدُّوا الأمانةَ إذا ائتُمِنْتُمْ، واحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وغُضُّوا أَبْصارَكُمْ، وكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ).
أحاديث حول الرحمة
تتوافر كذلك العديد من الأحاديث التي تسلط الضوء على أهمية الرحمة، ومنها:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الرَّاحمونَ يرحمُهُمُ الرَّحمنُ، ارحَموا من في الأرضِ يرحَمْكم من في السَّماءِ. الرَّحمُ شَجْنةٌ منَ الرَّحمنِ، فمن وصلَها وصلَهُ اللَّهُ، ومن قطعَها قطعَهُ اللَّهُ).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ارحمُوا تُرحمُوا، واغفرُوا يغفرْ لكم، ويلٌ لأقماعِ القولِ، ويلٌّ للمُصِرِّينَ الذين يُصرون على ما فَعلوا وهمْ يعلمونَ).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ارحَمِ اليتيمَ، وامسَح رأسَه، وأطعِمْه من طعامِك، يَلِنْ قلبُك، وتُدْرِكْ حاجتَكَ).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خابَ عبدٌ و خَسِرَ لم يجعلِ اللهُ تعالى في قلبِهِ رحمةً لِلبَشَرِ).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قدِمَ نَاسٌ مِنَ الأعْرَابِ علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالوا: أَتُقَبِّلُونَ صِبْيَانَكُمْ؟ فقالوا: نَعَمْ، فقالوا: لكِنَّا وَاللَّهِ ما نُقَبِّلُ، فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: وَأَمْلِكُ إنْ كانَ اللَّهُ نَزَعَ مِنْكُمُ الرَّحْمَةَ).