أعراض السعال الديكي لدى الأطفال
تختلف أعراض السعال الديكي، المعروف أيضاً بالشاهوق (بالإنجليزية: Whooping cough) أو (بالإنجليزية: Pertussis)، من شخص لآخر، وتعتمد شدة الأعراض على عوامل عدة مثل عمر المصاب، واللقاحات التي حصل عليها مسبقاً، ومدة تلقي اللقاح. بشكل عام، تكون الأعراض أكثر حدة لدى الأطفال الأصغر سناً مقارنة بالأطفال الأكبر سناً والراشدين. عادةً ما تقسم عدوى السعال الديكي إلى ثلاث مراحل رئيسية: مرحلة النزلة (بالإنجليزية: Catarrhal phase)، ومرحلة السعال الانتيابي (بالإنجليزية: Paroxysmal phase)، ومرحلة التعافي (بالإنجليزية: Convalescent stage). تستمر أعراض السعال الديكي عادةً لمدة تتراوح بين 6 إلى 10 أسابيع، وقد تمتد لفترة أطول في بعض الحالات.
فترة الحضانة للمرض
تشير فترة الحضانة (بالإنجليزية: Incubation period) إلى الوقت الذي يفصل بين التعرض للبكتيريا وبداية ظهور الأعراض. عادةً ما تظهر أعراض السعال الديكي بعد فترة تتراوح من 7 إلى 10 أيام من التعرض للعدوى، وقد تظهر في بعض الأحيان في الفترة من اليوم الرابع وحتى اليوم الواحد والعشرين. في حالات نادرة، قد تمتد فترة الحضانة إلى حوالي 6 أسابيع.
المرحلة الأولى – مرحلة النزلة
تتضمن المرحلة الأولى، والمعروفة بمرحلة النزلة، أعراضًا تشبه تلك المرتبطة بنزلات البرد والإنفلونزا عند الطفل المصاب. تستمر هذه المرحلة عادةً من أسبوع إلى أسبوعين، وقد تكون الأعراض طفيفة وغير ملحوظة في بعض الحالات. تعتبر هذه المرحلة الأكثر قابلية لنقل العدوى مقارنة بمراحل المرض الأخرى. ومن الأعراض الممكن ظهورها خلال هذه المرحلة ما يلي:
- الشعور العام بالتعب والتوعك (بالإنجليزية: Malaise).
- سيلان الأنف (بالإنجليزية: Rhinorrhea) واحتقانه (بالإنجليزية: Nasal congestion).
- ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم أو حمى خفيفة (بالإنجليزية: Low grade fever)، وهي ليست شائعة بين جميع المصابين.
- سعال خفيف قد يتطور في نهاية المرحلة إلى سعال أشد، خاصة أثناء الليل.
- العطس وتدميع العيون واحمرارهما.
- استرواء الملتحمة (بالإنجليزية: Conjunctival suffusion).
- الإسهال (بالإنجليزية: Diarrhea) في المراحل الأولى من العدوى.
- فقدان الشهية والخمول.
- البُهر أو انقطاع النفس (بالإنجليزية: Apnea)، الذي يظهر كتقطع في النفس عند الأطفال الرضع.
المرحلة الثانية – مرحلة السعال الانتيابي
تبدأ الأعراض التقليدية لعدوى السعال الديكي بالظهور في هذه المرحلة، ويتمثل ذلك بالسعال الانتيابي يليه صوت شهيق مرتفع بسبب الحاجة الملحة للهواء. قد يحدث القيء أثناء أو بعد نوبات السعال، مما يسبب إرهاقًا شديدًا. من النادر أن يعاني العديد من الأطفال الرضع من سعال ملحوظ خلال العدوى، بل من الممكن أن يعانوا من اللهاث أو توقُّف التنفس المتقطع، مع تغغير لون البشرة إلى الأزرق. على الرغم من ذلك، قد يشعر الشخص بتحسن بين فترات السعال. مع تقدم المرض، قد تزداد شدة السعال، وخاصة أثناء الليل. هناك عدة عوامل يمكن أن تحفز السعال، مثل اللعب، والبكاء، وتناول الطعام أو الرضاعة. قد تظهر أيضًا أعراض إضافية أثناء نوبات السعال، مثل جحوظ العينين، وبروز الأوردة في الرقبة، وزيادة إفراز اللعاب، وبروز اللسان. تستمر هذه المرحلة عادةً بين أسبوع واحد إلى عشرة أسابيع تقريبًا حسب حالة المصاب.
المرحلة الثالثة – مرحلة التعافي
تبدأ مرحلة التعافي عادةً بعد مرور حوالي 4 أسابيع من بدء المرض، حيث يتمثل ذلك في انخفاض شدة وعدد مرات السعال. ومع ذلك، قد يستمر السعال بصفة متقطعة لعدة أشهر، اعتمادًا على عدة عوامل منها الحالة الصحية، والعمر، وتلقي العلاج بالمضادات الحيوية (بالإنجليزية: Antibiotic treatment) في المراحل المبكرة من المرض، بالإضافة إلى تطوير اللقاح ومدى تلقيه في السابق. يجدر بالذكر أن الأعراض لدى الأطفال الصغار عادةً ما تكون أشد مقارنة بأعراض الأطفال الأكبر سناً والراشدين خلال هذه المرحلة.
الأعراض لدى الأشخاص الحاصلين على اللقاح
على الرغم من أن لقاح السعال الديكي أقل فعالية مقارنةً ببعض اللقاحات الأخرى، فإن الشخص يمكن أن يصاب بالعدوى برغم تلقيه اللقاح. ومع ذلك، فإن الحصول على اللقاح لا يزال مهمًا، حيث يساعد في تقليل خطر انتقال العدوى ويخفف من الأعراض في حال حدوثها. في هذه الحالة، يعاني المصاب من سعال خفيف يستمر لفترة أقصر مع انخفاض احتمالية القيء واحتمالية إصابة الرضيع بالبُهر أو انقطاع التنفس وتغير لون البشرة إلى الأزرق.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
يجب استشارة الطبيب في حال الشك بإصابة الطفل بعدوى السعال الديكي، أو تعامله مع شخص مصاب، حتى في حال عدم ظهور علامات المرض عليه أو الحصول على اللقاح مسبقاً. من الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب أيضاً:
- استمرار السعال لأكثر من أسبوع دون تحسن.
- ملاحظة صوت شهيق مصاحب للسعال مع تشنجات طويلة.
- تشخيص إصابة الطفل بالسعال الديكي وظهور حمى تزيد عن 38.9 درجة مئوية، دون انخفاض بعد استخدام باراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol).
- التقيؤ المتكرر.
- زيادة شدة السعال.
- ظهور أعراض جفاف مثل انخفاض عدد مرات التبول، وجفاف الشفتين، والعيون المجوفة.
- عدم تناول كمية كافية من السوائل.
- ظهور أعراض جديدة أو عدم تحسن الأعراض السابقة.
كما يتطلب الأمر مراجعة الطوارئ الطبية في الحالات التالية:
- ملاحظة أعراض السعال الديكي على طفل يقل عمره عن 6 أشهر.
- الاتصال المباشر لشخص ذو مناعة ضعيفة مع مصاب بالسعال الديكي.
- السعال الحاد المتزايد.
- ملاحظة تقطع النفس عند الطفل الرضيع وازرقاق البشرة.
- معاناة الطفل من نوبات عصبية.
- ضيق التنفس أو التنفس السطحي.
- ألم في الصدر يتفاقم مع السعال والتنفس، والذي يمكن أن يدل على التهاب رئوي.
- خمول الطفل أو زيادة في طول فترات نومه، أو ظهور علامات التهيج وعدم القدرة على النوم.
- اضطراب السلوك لدى الطفل.
- ارتفاع درجة حرارة طفل يقل عمره عن 3 أشهر إلى أكثر من 38 درجة مئوية عند قياس الحرارة في منطقة الشرج.